كل إنسان في هذه الحياة قادر _ إلى حد ما _أن يصنع حياته
فقيرة أوغنية ،خصبة أومجدبة ،سعيدة
أوشقية ،باسمة أوعابسة . نعم إن للوراثة والبيئة يدآ في تحديد حياته
وتوجيهها ،ولكن إرادة الإنسان
وعزمه وتربيته نفسه قادر كبيرة على أن تتغلب على عقبات الوراثة
والبيئة ،فهما لاتعوقانه عن
إسعاد حياته إذا منحه الله الهمة الطموح ،والإرادة الغلابة ،والتفكير
الصحيح المتوثب ..ومجال القول
في ذلك فسيح ،ولكني أكتفي منه هنا بكلمات :
إن كثيرآ من الشباب يعتقدون أن هناك من منحوا قدرة على أن
يبزوا غيرهم بلا جهد ،وأن يأتوا
بالعجائب من غير مشقة، وأنيجعلوا الترب ذهبآ بعصا سحرية، ولكن
كل هذه أفكار تثبط عن العمل
وعن النجاح
وخير وسيلة النجاح في الحياة،أن يكون للشاب
مثل أعلى عظيم،يطمح إليه وينشده، ويضعه
دائمآ نصب عينيه ،ويسعى دائبآ في الوصول إليه، أن يكون عالمآ
عظيمآ،أوصانعآ عظيمآ،أوسياسيآ
عظيمآ، فمن قنع بالأدنى لم يصل إلى شيء سواه .
ونحن نشاهد في حياتنا العادية أن من عزم أن يسير ميلآ واحدآ
أحس التعب عند الفرغ منه، ولكن
من عزم أن يسير خمسة أميال قطع ميلآ وميلين وثلاثة من غير تعب
،لأن غرضه أوسع وأبعد، وهمته
المدخرة أكبر وأقوى .
وعليك أن تبتسم للحياة ،فالابتسام لها ينشط العقل،ويبددالمتاعب
الثقال ،ويضيء النفس بالتفاؤل
والثقة والعزم، ويكشف للإنسان عن جمال الدنيا وجوانبهاالمشرقة .